لينكد إن (LinkedIn)

LinkedIn هي منصة تواصل اجتماعي مهنية مملوكة لشركة مايكروسوفت، وتُعد المنصة الأبرز عالميًا في مجال التواصل المهني والتوظيف، حيث تضم أكثر من مليار مستخدم حول العالم.

استحوذت مايكروسوفت على LinkedIn في عام 2016 مقابل 26.2 مليار دولار، مما جعلها واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ في تاريخ قطاع التكنولوجيا. وقد أدى هذا الاستحواذ إلى دمج بيانات الشبكات المهنية الخاصة بـ LinkedIn مع أدوات الإنتاجية والخدمات السحابية لمايكروسوفت، مما أتاح إمكانيات واسعة لمشاركة البيانات عبر نظام مايكروسوفت بالكامل.

تواطؤ شركة مايكروسوفت

بصفتها شركة تابعة لمايكروسوفت، فإن LinkedIn متورطة بشكل مباشر في العقود العسكرية الواسعة النطاق التي تبرمها الشركة الأم وعمليات المراقبة التي تنفذها. وقد صنّفت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) شركة مايكروسوفت كـ"هدف أولوية للمقاطعة" بسبب دورها المحوري في تسهيل نظام الفصل العنصري والإبادة الجماعية.

توفر مايكروسوفت تقنيات حاسمة في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي من خلال منصتها Azure. وكشفت وثائق مسربة أن الجيش الإسرائيلي أصبح من أكبر عملاء مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفع استخدام تخزين Azure السحابي بنسبة 60٪ مقارنة بما قبل النزاع، فيما زاد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بمقدار 20 ضعفًا خلال العمليات العسكرية في غزة.

توفّر قاعدة بيانات LinkedIn المهنية معلومات استخباراتية قيّمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية، من خلال تقديم تفاصيل دقيقة عن الشبكات التجارية العالمية، والروابط الحكومية، وأفراد البُنى التحتية. وتُدمج هذه البيانات تلقائيًا في أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية التابعة لمايكروسوفت ضمن نظامها البيئي الموحد.

استهداف حركة المقاطعة ومقاومة الموظفين

لقد صنّفت اللجنة الوطنية الفلسطينية لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) شركة مايكروسوفت كـ"هدف أولوية للمقاطعة"، ووصفتها بما يلي:

ربما أكثر شركات التكنولوجيا تواطؤًا في نظام الفصل العنصري الإسرائيلي غير القانوني والإبادة الجماعية المستمرة.

تدعو الحملة إلى مقاطعة منتجات مايكروسوفت المخصصة للألعاب، والضغط على المؤسسات لسحب استثماراتها من خدمات مايكروسوفت.

نظّم موظفو مايكروسوفت حملات مثل "لا لـ Azure من أجل الفصل العنصري" لمعارضة تواطؤ الشركة في انتهاكات حقوق الإنسان. وتشير عمليات طرد الموظفين الذين عارضوا علنًا سياسات الشركة خلال فعالياتها الأخيرة إلى تحوّل مايكروسوفت نحو سياسة ردع صارمة ضد أي احتجاج داخل بيئة العمل.

تواجه LinkedIn أيضًا جدلاً متعلقًا بحقوق العمال، بما في ذلك تسوية بقيمة 1.8 مليون دولار بسبب التمييز المنهجي في الأجور على أساس الجنس، والذي طال 686 موظفة. وقد خلصت وزارة العمل الأمريكية إلى وجود تمييز "منهجي" في وظائف الهندسة والإنتاج والتسويق.

انتهاكات الخصوصية والمراقبة

تلقّت LinkedIn في أكتوبر 2024 غرامة قياسية قدرها 310 مليون يورو من هيئة حماية البيانات الأيرلندية بسبب انتهاكات منهجية للائحة العامة لحماية البيانات (GDPR). وقد كشفت التحقيقات أن LinkedIn قامت بمعالجة غير قانونية لبيانات الأعضاء وبيانات من شركاء خارجيين لإنشاء ملفات سلوكية تفصيلية لأغراض إعلانية، دون وجود أساس قانوني مناسب.

تُستغل منصة LinkedIn بنشاط من قِبل وكالات الاستخبارات في عمليات التجسس. ويصف مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية LinkedIn بأنها "كنز ذهبي" لوكالات الاستخبارات الأجنبية التي تسعى لتجنيد أفراد من داخل الحكومات والشركات عبر حسابات مهنية وهمية.

المصادر: